تجربة قيادة هيونداي سوناتا 2020

قيادتها الراقية والتصميم الجذاب والتجهيزات الكريمة. تلك هي أوراق قوة سوناتا الجديدة التي تطرحها على طاولة المنافسة.

 

منذ أن أبصرت النور بجيلها الأول، لم تتمكن هيونداي سوناتا يومًا من أن تستقيم ضمن خط تصميمي محدد، فهي حينًا كانت تأتي بتصميم عصري يحمل لمحة جمالية واضحة ولكن مع خطوط جريئة إلى حد الابتذال أحيانًا، وحينًا آخر بخطوط رتيبة تجعلها تبدو وكأنها تنتمي إلى حقبة أقدم من الزمن الذي يتوجب عليها أن تتواجد فيه، وبالتالي تكون غير قادرة على منافسة ما يتوفر لدى سيارات الجارة اللدود ذات الشمس المشرقة.

أما اليوم ومع جيلها الثامن، فيبدو بأنّ سوناتا قد وصلت أخيرًا إلى شط الأمان التصميمي من خلال خطوط خارجية تجمع بين الحداثة والرقي في إطار من الأناقة اللافتة، خاصةً على صعيد المقدمة التي باتت تتمتع بحضور لا يمكن تجاهله على الطريق.

 

فضمن ما يمكننا أن نعتبره من اللمحات الرائعة في سوناتا 2020 هي خطوط الكروم المحيطة بالمصابيح الأمامية وأطراف غطاء المحرك، والتي تتحوّل وبطريقة مبتكرة إلى مصابيح إنارة تعمل بتقنية LED عند تشغيل السيارة، علمًا أنّ النهج التصميمي الذي تتبعه سوناتا الجديدة، والذي يُعرف باسم سنسووس "Sensuous"، هو نهج لا يسعنا سوى التعبير عن إعجابنا به سواء في الخارج أو الداخل. فمن الداخل، شهدت المقصورة قفزة هائلة نحو الأمام عبر اعتماد مواد أعلى جودة تتناغم مع تصميم أرقى بكثير مما سبق لتعزيز الشعور بالفخامة في المقصورة التي حظيت بمقود بتصميمٍ جديد، وشاشة وسطية كبيرة مميزة في حضورها، وفتحات تكييف أنيقة، كما تم الاستعاضة عن مقبض علبة التروس بمفاتيح لتوفير المزيد من المساحة، بالإضافة الى ألوان تُعزز الشعور بالنخبوية، وغير ذلك من اعتناء دقيق بالتفاصيل.

وقد استفادت المقصورة أيضًا من 35 ملم إضافية على صعيد طول قاعدة العجلات و25 ملم من العرض الإضافي أيضًا، وهذا ما تم عكسه إيجابًا على مستويات الرحابة في الداخل، ولكن متطلبات الحصول على جسم خارجي يُحاكي ما يتوفر لسيارات الكوبيه مع أربعة أبواب فرضت على السقف أن ينخفض بمقدار 30 ملم. ولكن، وللتعويض عن هذا الأمر من جهة أخرى، عمدت هيونداي لتعزيز المقصورة بتجهيزات مميزة، على غرار الشاشة التي تعرض ما تلتقطه الكاميرا المثبّتة على المرآة الخارجية من جهة الراكب الأمامي عند تشغيل مؤشر الانعطاف لتلك الجهة، بالإضافة إلى تطبيق على الهواتف الذكية يُغني عن حمل المفتاح.

ولتعزيز مستويات السلامة البنيوية في السيارة، تمّ الإعتماد على كل من هيكل مسارات تحميل متعددة، وتقنية الختم الساخن ولوحة فولاذية عالية الصلابة، وبذلك تتكاتف هذه العناصر مجتمعة على تأمين المقصورة وتحسين مستويات تبديد عزم الاصطدام في حال حدوثه.

 

ميكانيكياً، توفر السيارة محركين من محركات الأسطوانات الأربع، الأول هو محرك سعة 2.0 ليتر يعمل بنظام حقن الوقود متعدد النقاط ويولّد قوة 152 حصانًا عند 6,200 دورة في الدقيقة، فيما يتمثل الخيار الثاني بمحرك بسعة 2.5 ليتر بنظام حقن متعدد النقاط يولّد قوة 180 حصانًا. أما بالنسبة لنقل الحركة، فهي تتم نحو العجلات الدافعة عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ست نسب.

وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى أنّ سوناتا الجديدة حققت قفزة كبيرة نحو الأمام وعلى مختلف الاتجاهات. فبفضل تصميمها الجذاب، وتقنياتها المتطورة وطبيعة قيادتها الراقية، لعله من الصعب على أي راغب بالحصول على وسيلة نقل عائلية ذات نفس شبابي وبسعرٍ معتدل سوى أن يتوقف عندها مليًا قبل اتخاذه لقرار شراء سيارته الجديدة.