تسليم النسخة النهائية من بوجاتي بوليد ونهاية عصر محركات دبليو 16
الكلمات الرئيسية:
هناك لحظات في تاريخ السيارات تُشبه إغلاق غلاف كتاب جلدي سميك؛ حيث يُختتم فصلٌ كامل من الأسطورة. تسليم النسخة النهائية من بوجاتي بوليد يُجسّد هذه اللحظة الفريدة. بعد إنتاج محدود شمل 40 نسخة فقط، خرجت آخر سيارة خارقة مخصصة للحلبات بمحرك دبليو 16 الأسطوري رسميًا من مصنع أتيليه في مولشيم، فرنسا.
لقد اكتمل الأمر. انتهى خط الإنتاج. وهذه اللحظة تُعد من أكثر اللحظات تأثيرًا وإثارة في تاريخ صناعة السيارات.
درس في تاريخ ألياف الكربون
بتكليف من أحد عملاء العلامة المخلصين، أراد مالك هذه النسخة الفريدة من بوليد أن يربط بصريًا بين ماضي الشركة وحاضرها، وقد نجح في ذلك بالفعل.
لتحقيق هذه الرؤية، جاءت السيارة بطلاء "أسود أزرق" من ألياف الكربون المكشوفة، متداخلاً مع لون "أزرق ليون الخاص". هذا اللون الزاهي مستوحى من سيارة المالك بوجاتي طراز 35 السابقة للحرب.
تُعد تلك السيارة طراز 35 من أنجح سيارات السباق عبر التاريخ، ورؤية لونها يكسو الخطوط العصرية الجريئة لبوليد أمر يخطف الأنظار حقًا.
وليس ذلك فحسب، بل إن المواصفات الخارجية للسيارة تتطابق مع سيارة المالك بوجاتي فيرون جراند سبورت فيتيس، ليجمع بذلك بين ثلاثية أسطورية من إبداعات مولشيم في سيارة واحدة.
من الداخل، يأتي المقصورة بفرش ألكانتارا فاخر بلون "أزرق البحيرة" وتطريز "أزرق رياضي فاتح"، ليغمر السائق في أجواء زرقاء مترفة حتى مع اجتياز المنعطفات بقوة 2.5 جي.
هندسة استثنائية
قد يوحي الطلاء بالفخامة والتاريخ، إلا أن الميكانيكا تعكس قصة مختلفة تمامًا. فقد تم تصميم بوليد بهدف واحد فقط: اختبار الحدود القصوى لما يمكن تحقيقه عند تقليل الوزن في سيارة تشيرون، ومنح المهندسين الحرية الكاملة للإبداع.
في قلب السيارة محرك دبليو 16 سعة 8.0 لتر مع أربع شواحن توربينية. وهذه هي المرة الأخيرة التي يُستخدم فيها هذا المحرك الأيقوني في سيارة إنتاجية مخصصة للحلبات. تبلغ قوة بوليد 1,578 حصان (1,600 حصان متري) وعزم دوران يصل إلى 1,180 رطل-قدم (1,600 نيوتن متر). *تصفيق حار*
| المواصفات | بوجاتي بوليد (إنتاجية) |
| تكوين المحرك | دبليو 16 سعة 8.0 لتر مع شواحن توربو رباعية |
| قوة المحرك | 1,578 حصان (1,600 حصان متري) |
| عزم الدوران | 1,180 رطل-قدم (1,600 نيوتن متر) |
| الوزن الجاف | 1,450 كجم |
| التسارع 0-100 كم/س | 2.2 ثانية |
| السرعة القصوى | 380 كم/س (236 ميل/س) |
| القوة السفلية | حوالي 3,000 كجم عند السرعة القصوى |
وماذا بعد؟
مع اكتمال إنتاج بوليد، سيتجه مصنع مولشيم للتركيز على وحدات رودستر دبليو 16 ميسترال الأخيرة، ومن ثم بالكامل نحو توربيون.
لقد انتهى عصر دبليو 16 رباعي التيربو؛ فقد كان معقدًا وثقيل الوزن وعالي الاستهلاك ومكلف الصيانة بشكل هائل. ومع ذلك، كان ملحميًا بكل معنى الكلمة. وتُعد بوليد الزرقاء الأخيرة خير وداع لهذه الأسطورة.
الأسئلة الشائعة
هل هذه فعلاً آخر نسخة من بوجاتي بمحرك دبليو 16؟ بالنسبة للسيارات المخصصة للحلبات، نعم. تم حصر إنتاج بوليد في 40 وحدة فقط، وهذه هي النسخة رقم 40. لكن بوجاتي ما زالت تُكمل إنتاج دبليو 16 ميسترال، وهي سيارة رودستر مخصصة للطريق، وستكون تقنيًا آخر سيارة طرق تحمل هذا المحرك.
لماذا تبلغ السرعة القصوى "فقط" 380 كم/س؟ على عكس تشيرون المصممة لتحقيق أقصى سرعة خطية، تم تطوير بوليد لتحقيق أزمنة اللفات القياسية. فهي تعتمد إعدادات قوة سفلية مرتفعة وجناح خلفي ضخم وأرضية ديناميكية معقدة، ما يسبب مقاومة هوائية تحدّ من السرعة القصوى، لكنها تمنح السيارة قدرة مذهلة على المناورة في المنعطفات.
هل يمكن للمالك قيادتها على الطرقات العامة؟ لا. بوليد لا تحتوي على وسائد هوائية أو إشارات مناسبة، ولا تفي بأي من معايير سلامة المشاة المطلوبة للقيادة على الطرقات، لذا فهي مخصصة للحلبات فقط.
ما هو "ألياف الكربون المكشوفة"؟ عادةً ما يتم طلاء السيارات لتغطي المادة الأساسية، لكن في تشطيبات "الكربون المكشوف"، يتم طلاء الهيكل بطبقة شفافة تتيح رؤية نسيج الألياف أسفلها. وتلوين هذه الطبقة الشفافة (كما في "أسود أزرق" هنا) يعد عملية دقيقة ومكلفة للغاية، إذ يجب أن يتطابق النسيج عبر جميع أجزاء الجسم بشكل مثالي.
كم بلغ سعر هذه النسخة النهائية؟ السعر الأساسي لبوليد كان يقارب 4 ملايين يورو (حوالي 3.3 مليون جنيه إسترليني أو 4.4 مليون دولار أمريكي). لكن مع الخيارات المخصصة مثل تشطيب الكربون التراثي والتطابق الداخلي الخاص، من المرجح أن يكون السعر النهائي لهذه النسخة قد تجاوز ذلك بكثير.