إطلاق خمسة مسارات تجريبية للشاحنات الثقيلة ذاتية القيادة في دبي ضمن استراتيجية النقل الذكي
الكلمات الرئيسية:

اتخذت هيئة الطرق والمواصلات في دبي خطوة رائدة نحو مستقبل النقل الذكي، من خلال الإعلان عن خمسة مسارات تجريبية لتشغيل الشاحنات الثقيلة ذاتية القيادة. تدعم هذه المبادرة استراتيجية النقل الذكي ذاتي القيادة في دبي، التي تهدف إلى جعل 25% من وسائل النقل في المدينة ذاتية بحلول عام 2030.
يمثل هذا المشروع علامة فارقة جديدة في مسيرة دولة الإمارات نحو التنقل الذكي والاستدامة، حيث يجمع بين الابتكار التقني، وتحسين الخدمات اللوجستية، وخفض الانبعاثات الكربونية. وستخضع المسارات الخمسة لعمليات تجريبية ضمن إطار تنظيمي شامل وضعته هيئة الطرق والمواصلات.
ما هي أولى مسارات الشاحنات الثقيلة ذاتية القيادة في دبي؟
حددت هيئة الطرق والمواصلات في دبي خمسة ممرات لوجستية وتجارية رئيسية، وهي: ميناء جبل علي، مطار آل مكتوم الدولي، محطة شحن السكك الحديدية بجبل علي، مجمع دبي للاستثمار، ومول ابن بطوطة، لتكون البداية لتجارب تشغيل الشاحنات الثقيلة ذاتية القيادة.
وجرى اختيار هذه المناطق نظراً لأهميتها الاستراتيجية في منظومة الصناعة والخدمات اللوجستية في دبي. بعض المسارات ستعمل تحت إشراف بشري، بينما ستتم إدارة البعض الآخر بشكل ذاتي بالكامل مع مراقبة العمليات عن بُعد من خلال مراكز رقمية متطورة.
- ميناء جبل علي – بوابة إقليمية لحركة الحاويات والشحن.
- مجمع دبي للاستثمار – محور لوجستي لتجارة القطاعات المتعددة.
- مطار آل مكتوم الدولي – مركز أساسي لعمليات الشحن الجوي.
- محطة شحن السكك الحديدية بجبل علي – رابط لوجستي متعدد الوسائط قيد التطوير.
- مول ابن بطوطة – يوفر بيئة اختبار حضرية للتجارب.
تشغيل تجريبي بقيادة معايير السلامة
وفقاً لما ورد عن هيئة الطرق والمواصلات في دبي، يتم مراقبة التجارب على هذه المسارات بشكل دقيق لتقييم الأداء، والالتزام بالتقنيات، والتقيد بمعايير السلامة العامة. بعض المركبات ستعمل بوجود سائق أمان، في حين ستكون أخرى ذاتية القيادة بالكامل، وذلك حسب جاهزية المسار ونتائج البيانات.
تضمن هذه المرحلة من المتابعة أن تكون أتمتة النقل في دبي قائمة على السلامة العامة والدقة التشغيلية، ووفقاً لأفضل الممارسات العالمية في مجال النقل الذكي.
لماذا تُعد مبادرة الشاحنات الذاتية مهمة لدبي؟
بإيجاز، تساهم المبادرة في خفض تكاليف النقل والخدمات اللوجستية، وتقليل الانبعاثات، وتعزيز تنافسية دبي عالمياً كمركز نقل متطور وجاهز للمستقبل. كما تدعم الاستدامة وتزيد كفاءة عمليات الشحن في جميع أنحاء الإمارة.
أكد معالي مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أن هذه الخطوة تعزز استراتيجية النقل الذكي ذاتي القيادة، بهدف تحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل إلى رحلات ذاتية بحلول عام 2030. وتساهم هذه السياسة في تنويع الاقتصاد ونمو المدن الذكية.
- التحول الذكي في التنقل يستهدف عام 2030 كمرحلة رئيسية.
- تقليل الاعتماد على عمليات الشحن اليدوية.
- دعم أهداف الحياد الكربوني لدولة الإمارات.
الأثر الاقتصادي وتطوير منظومة النقل
يضم أسطول الشاحنات الثقيلة في دبي حالياً حوالي 61,290 شاحنة تتراوح أوزانها بين 3.5 حتى 65 طن. ويأتي إطار العمل الجديد متسقاً مع استراتيجية النقل البري التجاري واللوجستي 2030 في الإمارة، بهدف مضاعفة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 16.8 مليار درهم إماراتي.
سيتم تحقيق هذا الهدف من خلال رفع نسبة اعتماد التكنولوجيا إلى 75%، وتحسين الكفاءة التشغيلية بنسبة 10%، وخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 30%. ومن المتوقع أن تُعيد الشاحنات الذاتية تشكيل قطاع الخدمات اللوجستية، مع جذب الاستثمارات المحلية والعالمية إلى قطاع تقنيات النقل في دبي.

كيف ستعمل الشاحنات الذاتية في بيئة دبي؟
ستعتمد الشاحنات الثقيلة ذاتية القيادة على أجهزة استشعار متقدمة، وأنظمة رادار، وتقنية لايدار، ونظام تحديد المواقع العالمي، ونظم ملاحة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، للكشف عن المسارات وإدارة العقبات والعمل بأمان على طرق محددة مسبقاً. ويتم تخصيص عملية الدمج لتناسب ظروف دبي الحضرية والصحراوية.
خلال مرحلة الاختبار، سيراقب مشرفون بشريون أداء المركبات عبر أنظمة الواجهة الرقمية لهيئة الطرق والمواصلات. وسيضمن الدمج بين الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والاتصال عن بُعد الالتزام بمعايير السلامة على الطرق الإماراتية.
إدارة لوجستية متقدمة عبر منصة "لوچيستي"
ضمن هذا التحول، أطلقت هيئة الطرق والمواصلات أيضاً لوچيستي، المنصة الرقمية للخدمات اللوجستية بالتعاون مع شركة تروكر. وتعمل المنصة كسوق شحن حسب الطلب، تربط بين الشركات ومزودي أساطيل النقل، مع إمكانية تتبع الشحنات وتحليل الأداء بشكل فوري.
وتكمل منصة لوچيستي عمليات المركبات الذاتية عبر توفير العمود الفقري الرقمي لقطاع الشحن والخدمات اللوجستية في دبي، ما يرفع مستوى الشفافية والكفاءة والإنتاجية للأساطيل.
كيف تتكامل المبادرة مع استراتيجية النقل الذكي ذاتي القيادة؟
تسعى استراتيجية النقل الذكي ذاتي القيادة، التي أطلقتها هيئة الطرق والمواصلات، إلى بناء منظومة شاملة تدمج بين جميع وسائل النقل – سيارات الأجرة، المترو، الحافلات، والشاحنات – مع تقنيات الأتمتة. وتهدف الاستراتيجية لجعل دبي معياراً عالمياً للتنقل الذكي الآمن بحلول عام 2030.
ركزت المرحلة الأولى من الإطار التنظيمي على السلامة والاستدامة ووضع معايير الترخيص، بينما تبدأ المرحلة الثانية بالتنفيذ العملي عبر برنامج الشاحنات الثقيلة الذاتية التجريبي.
- المرحلة الأولى: وضع السياسات والإطار التنظيمي
- المرحلة الثانية: مسارات تجريبية وجمع البيانات
- المرحلة الثالثة: التطبيق الشامل والتوسع على مستوى الإمارات
تكامل مع رواد الابتكار العالميين
تأتي مبادرة الشاحنات الذاتية بعد تجارب حديثة مع سيارات الأجرة الذاتية من شركات التنقل العالمية مثل أبولو جو من بايدو، وويرايد، وبوني إيه آي في دبي. وتوضح هذه الشراكات كيف تضع دبي نفسها كمركز لاختبار وتطبيق تقنيات التنقل المبتكرة أولاً.
وفي تجربة عامة حديثة، نجحت سيارة أجرة ذاتية القيادة من أبولو جو في اجتياز طريق جميرا بسرعة وصلت إلى 72 كم/س. ويؤسس هذا النجاح التكنولوجي لمرحلة جديدة من تطبيقات النقل على نطاق أوسع تشمل شاحنات الشحن الذاتية.
ما هي فوائد الشاحنات الذاتية للاقتصاد والخدمات اللوجستية؟
يحقق تطبيق عمليات الشحن الذاتي فوائد تجارية وبيئية في آن واحد. فعلى صعيد الأعمال، توفر التقنية الذاتية وقت توصيل متوقع، وتقلل التكاليف التشغيلية للأيدي العاملة، وتحسن كفاءة استهلاك الوقود. أما للبيئة فتعني انخفاض الانبعاثات الكربونية وزيادة السلامة من خلال تقليل الحوادث الناتجة عن الخطأ البشري.
- الكفاءة: عمليات مستمرة على مدار الساعة دون أخطاء ناتجة عن الإرهاق.
- الاستدامة: أنماط قيادة ثابتة تقلل استهلاك الوقود.
- خفض التكاليف: تقليل الحاجة للإشراف البشري ووقت التوقف.
تأهيل القوى العاملة وتطوير البنية التحتية في دبي
رغم تقليل الحاجة للقيادة اليدوية، تفتح المركبات الذاتية فرصاً مهنية جديدة في إدارة الأساطيل وتحليل البيانات والصيانة والإشراف الرقمي. وتشمل مبادرة الهيئة برامج تدريب وشهادات لمواكبة القوى العاملة لهذه الأنظمة اللوجستية المتقدمة.
ويجري تطوير البنية التحتية، بما يشمل شبكات الطرق المتصلة، وأنظمة التحكم الذكية في المرور، ومراكز المراقبة المعززة بالذكاء الاصطناعي، لتسهيل دمج الأتمتة في قطاع الخدمات اللوجستية.
هل دبي جاهزة للوجستيات الذاتية؟
تُعد دبي بالفعل منصة اختبار عالمية للتنقل الذكي، وبفضل الدعم الحكومي القوي، والبنية التحتية المتطورة، والإدارة القائمة على البيانات، فإن الإمارة مستعدة لاعتماد التشغيل الذاتي عبر مختلف قطاعات النقل – من سيارات الأجرة إلى الشحن اللوجستي. وتشكل المشاريع التجريبية حجر الأساس لتحقيق هذه الرؤية.
ومن خلال وضوح التشريعات والشراكات بين القطاعين العام والخاص، تهدف الهيئة لضمان استمرار ريادة دبي كنموذج عالمي في دمج حلول التنقل الذاتي بأمان وكفاءة وربحية.
تبحث عن سيارة مستعملة للبيع في دبي أو سيارة جديدة للبيع في دبي؟ تصفح أحدث العروض على يلا موتور.